تعديلات مدونة الأسرة في المغرب: تحليل شامل للتغييرات، ردود الفعل وتأثيراتها على الهوية المغربية
عرفت مدونة الأسرة بالمغرب تغيرات كثيرة في آخر تحديث لها من طرف الحكومة المغربية حيث أن هذه الأخيرة قدمت مجموعة من المقترحات التي تهم الأسرة عامة والمرأة والأطفال خاصة لجلالة الملك.
ومن جهة ثانية سوف نتكلم عن ردة فعل الشارع المغربي من بينهم نساء ورجال والتي تتمثل في مجموعة من الملاحظات والنقاط التي تهم المجتمع المغربي وتقاطع هذه المدونة مع هوية وثقافة المغاربة بشكل عام.
وفي الأخير سوف نطرح تحليل خاص بنا ووجهة نظرنا كمغاربة بهوية مغربية إسلامية معاصرة تتميز بالاعتدال والتوسط حسب المذهب السني المالكي.
مقترحات الحكومة المغربية للتعديل على مدونة الأسرة لجميع المغاربة المقيمين بالمغرب وفي الخارج:
1. إمكانية عقد الزواج بالنسبة للمغاربة المقيمين في الخارج دون ضرورة حضور الشاهدين المسلمين:
2. تخويل الأم الحاضنة النيابة القانونية على أطفالها:
3. اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال المكتسبة خلال قيام العلاقة الزوجية:
4. وجوب النفقة على الزوجة بمجرد العقد عليها:
5. إيقاف بيت الزوجية عند دخوله في التركة، وجعل ديون الزوجين الناشئة عن وحدة الذمة على بعضهما ديونا مقدمة على غيرها بمقتضى الاشتراك الذي بينهما. وبقاء حضانة المطلقة على أولادها على الرغم من زواجها:
بمعنى أن منزل الزوجية ليس محل تركة لباقي تركة الزوج المتوفى، في حين أن باقي الممتلكات تبقى محل تركة. وأنه من ناحية الديون تعتبر الديون العالقة في ذمة الزوج المتوفى ديونا عالقة أيضا في ذمة الزوجة الأرملة. وفي النقطة الثالثة من هذا المقترح أنه إذا ما قدر الله ووقع الطلاق بين الزوج وزوجته بوجود أطفال يمكن للزوجة المطلقة أن تتزوج مع رجل آخر مع إمكانية الحفاظ على حضانة الأطفال عند الزوج الثاني.
ردة فعل الشارع المغربي على تعديلات مدونة الأسرة الجديدة:
سوف نعالج في هذه الفقرة أهم الدوافع التي أدلت بها كل فئة من هذه الفئات:
أولا: ردود الأفعال المؤيدة لتغييرات مدونة الأسرة الجديدة.
ثانيا: ردود الأفعال المعارضة لتغييرات مدونة الأسرة الجديدة.
هذه الفئة تمثل نسبة مهمة نسبيا من بين المغاربة الشباب أغلبهم من الفئة الذكورية الذين يدخلون في سن الزواج.
حيث أن الدوافع الأساسية لرفضهم هذه التعديلات على مدونة الأسرة المغربية تتمثل في نقطة أساسية هي أن الزوجة المطلقة لا يحق لها في أي شكل من الأشكال الحفاظ على حضانة الأطفال بعد زواجها من رجل آخر بعد الطلاق من الزوج الأول.
والنقطة الثانية تتمثل في كون الزوج المتوفى لديه آباء كبار السن يسكنون معه في نفس المنزل والذي يعتبر ملك له ولزوجته، حيث أن الزوجة الأرملة ستتمتع بالمنزل كاملا وتبقى لها القدرة القانونية على طرد الآباء كبار السن من بيت الزوجية. وفي أحسن الحالات إرسالهم إلى دار المسنين.
ثالثا: ردود الأفعال الساخطة على تغييرات مدونة الأسرة الجديدة.
تمثل هذه الفئة الأغلبية الساحقة من بين الشباب المغاربة المقبلين على الزواج والذين ينتمون للجنسين ذكور وإناث على حد سواء.
الدوافع الأساسية التي دفعت إلى سخط وتخوف مجموعة واسعة من الشباب المغاربة هي أن هذه التعديلات المقترحة ظالمة لحقوق الرجل بشكل خاص ولا تعتمد في أي شكل من الأشكال على عنصر المساواة بين الرجل والمرأة والهوية المغربية، والتي تتمثل في النقاط الآتية:
- خروج المجتمع المغربي من هويته الإسلامية في الزواج والتي تعتمد على المودة والرحمة دون اللجوء إلى النصوص التشريعية.
- تعريض سلامة الأطفال النفسية والجسدية للخطر الحقيقي والذي يتمثل في إمكانية عيش الأبناء الصغار والمراهقين مع رجل غريب في حال تزوجت المرأة المطلقة بزوجها الثاني.
تحليل خاص وردة فعل:
نظرا لأهمية موضوع قانون مدونة الأسرة بالنسبة لجميع المغاربة، وتحت طائلة التحديث المعلن لمدونة الأسرة، يتعين على كل مواطن مغربي أن يعبر عن رأيه لهذه التغييرات الطارئة على مدونة الأسرة المغربية.
علينا أن نعترف أننا نعيش حقبة مختلفة تماما عن الماضي الإنساني، حيث أن عصرنا هذا يعرف تطورات تكنولوجية واجتماعية متسارعة. في وقت أصبح العالم كقرية صغيرة تتناقل فيها المنابر الإعلامية الأخبار بوتيرة متسارعة.
في موضوع اليوم، يجب التنويه على أن هذه التغييرات الطارئة على مدونة الأسرة تخدم أجندات خارجية وليس الشعب المغربي والبلد الإسلامي السني حسب المذهب المالكي.
فكيف لنا أن نسمح بمثل هذه التجاوزات في بلد الملكية الإسلامية والشعب المسلم من طرف أقلية من العلمانيين الذين يبحثون على تعميم حالات خاصة وإيجاد حلول متعلقة بمشاكل لأفراد معدودة وتنزيلها كقوانين على الشعب المغربي.
فقبل أن نتطرق لإيجاد حلول للشعب المغربي، علينا أولا أن نعمل على تشخيص أسباب هاته المشاكل المجتمعية وإيجاد حلول من العمق مع الحفاظ على الهوية الإسلامية المغربية التي تعتمد على الاعتدال والتوسط في الدين الحنيف.
من ناحية ثانية، يجب التنويه على الهوية المغربية التي تعتمد في أساسها على الأسرة المتماسكة والتربية السليمة للأجيال القادمة. حيث أن الشعب المغربي محبوب في مختلف بقاع العالم بأخلاقه الحميدة وطاقته النقية والمعتمدة أصلا على الجانب الديني.
خاتمة: في الختام، يجب الإشارة إلى أن هذا التماسك الذي هو أساس المجتمع المغربي هو سبب رئيسي للأمن والأمان الذي يتمتع به هذا البلد الأمين. فكيف لبلد إسلامي شعاره عبر الزمن (الله الوطن الملك) أن يعتمد في أساساته على قوانين شرقية آتية من بلدان يحسدون المغرب لثقافته المتنوعة والمتأصلة.
هل لديك تجربة أو رأي حول مستندات الالتزام؟ شاركنا أفكارك في التعليقات، فملاحظاتك تهمنا وتثري محتوى النقاش!